"||" ليل من زآوية الوصف "||" /
،
\
وخالجني الحنين .. للإمساكـ بقلمي والتدوين ..
هنا استعذبت الصرير على مطويات الورق .. أنثر الحبر بشكل عشوائي ,, دون مراجعة أو تدقيق ..
وذلكـ بعد أن استهوتني نفسي للتأمل في حال الليل المخضوب بكثير من التأملات والخيالات ..
فهاهو قد أسدل أستاره .. والكل اتجه لمرقده لتدغدغ جفنيه أحلام السبات .. ليستيقظ بعدها على رنين المؤقت نشيطا ,, لاستقبال فجر يلبس رداء الملوكـ - وكأنه الهيمان- .. يطرد سواد الليلة أمام العالمين ..
تأملت للحظات في ذلكـ السواد الحالكـ الذي يستر زرقة السماء ,, ذلكـ الرداء الذي تخضع له دموع الأطفال انهمارا ,, خوفا من خزعبلات أشباحه والظنون ..
قلّبت النظر في تلكـ النجوم المتزينة بأثواب متلألئة ,, لتباهي سكان الأرض ببريق ماساتها وكأنها تحضر عرسا لا ينتهي
حفلهُ إلا متأخرا ,, لتخمد بعدها طوال النهار ويتجدد الموعد في الليلة المقبلة .. وعلى هكذا الحال تعيش منذ أن قال لها الرب // كـُـن//
ثم وجهت عينيّ صوب القمر ,, الذي يغفو تارة ويصحو تارة ,, وكأنه حارس هُمام أجبر على العمل ليلا لحراسة أهل الأرض
ومسح ملامح الوحشة من نفسياتهم المرعوبة من دماسة مساء ,, بعمله ذلكـ يتعرف على أسرارنا -بنو البشر- كما تعرف على أسرار الأجيال القديمة منذُ آلاف السنين .. فقد شهد
صرخات ميلاد الأمم المنصرمة ورمقات موتهم .. وهاهو لم يزل في أوج شبابه وعنفوانه .. لم يهزه الزمن ولم تهوي به الأيام إلى المشيب ..
لم ألبث بعدها أن استشعرت ذلكـ الهدوء الذي يلف معاصم الأجواء المسجونة في زنزانته المؤقّتة ,, وكأنها تستنجدنا وتستعطفنا خوفا من ذلكـ المصير القاسي -الهدأة- الذي تواجهه كل ليلة ,,
ولكن ما يلبث إلا أن يُفرج عنها حين يصدح الطير بتغريده في الأجواء .. معلنا بأن الشمس قد أطلت بثغرها الباسم
أن هلموا يا أهل الأرض للعمل ,, فتؤذن بصوتها المتحشرج // حي على الفلاآآآآح ,, حي على العمل //
بعد تلكـ الملامح استسلم جفن قلمي للرقاد لينعم بغفوة قبل أن يطلّ النهار فتبدأ قصة أخرى لها ملامح مختلفة تماما ..
لبّيت رغبة قلمي وأدخلته في غمده ,, توجهت بعدها لذلكـ السرير لأهنأ بنومة قبل أن يوقظني أبي للذهاب معه حيث الجامعة ..
/
،
\
ملاحظة فمادون أعلاه ليست إلا رؤيا من زاوية شخصية .. شربت من الخيال قدحا ..
ترنمت بين سكرات حروفي .. وغفت بعدها على جناح الورق ..
أملا بأن يطيب لكم هذيانها ..
دمتم كما أنتم .. بأحسن حال ..
خاص جدا جدا