من قصص الصالحين
علم الحسن البصرى أن رجلا اغتابه فذهب إليه فى اليوم الثانى وأعطاه تمرا كهدية
فاندهش الرجل وقال له أتهدينى اليوم تمرا وأنا اغتبتك أمس فرد عليه قائلا :
أهديتك تمرا اليوم لأنك أهديتنى حسناتك بالأمس .
عن محمد بن سيرين قال : بلغت النخلة من عهد عثمان بن عفان ألف درهم ، فعمد
أسامة الى نخلة فعقرها فأخرج جمارها ( مادة فى قمة رأس النخلة بيضاء تؤكل ) ،
فقالوا له ماذا يحملك على هذا وأنت ترى النخلة بلغت ألف درهم ؟ قال : إن أمى
سألتنيه ولا تسألنى شيئا أقدر عليه إلا أعطيتها .
بلغ عمر بن عبد العزيز أن إبنا له اشترى خاتما له بألف درهم ، فكتب إليه :
أقسمت إليك أن تبيع الخاتم ، وتطعم بثمنه ألف مسكين ، واشترى خاتما بدرهم ،
وانقش عليه : رحم الله امرأ عرف قدر نفسه .
جاء رجل إلى الحسن البصرى فقال : ما سر زهدك فى الدنيا يا إمام ؟ . فقال : أربعة
أشياء : علمت أن رزقى لا يأخذه غيرى ، فاطمأن قلبى . وعلمت أن عملى لا يقوم به
غيرى ، فاشتغلت به وحدى . وعلمت أن الله مطلع على ، فاستحييت أن يرانى على
معصية . وعلمت أن الموت ينتظرنى ، فأعددت الزاد للقاء ربى .
قيل لأحد الصالحين : إنى أشكو من البعد عن الله فما العلاج ، فقال العبد الصالح
للسائل : ياهذا عليك بعروق الإخلاص ، وورق الصبر ، وعصير التواضع ، ضع
هذا فى إناء التقوى ، وصب عليه ماء الخشية ، وأوقد عليه بنار الحزن ، وضعه
بمصفاة المراقبة ، وتناوله بكف الصدق واشربه من كأس الاستغفار ، وتمضمض
بالورع ، وابعد نفسك عن الحرص والطمع تشفى من مرضك باذن الله .
لاتنسونا من خالص دعواتكم
أخوكم/أبوريماس